ما هو مرض السل وأخطر مراحله؟
الكثير يتساءل عن ما هو مرض السل؟ مرض السل هو مرض بكتيري معدي تسببه بكتيريا المايكوبكتيريوم والتي تهاجم الرئتين في الأساس، لكن في بعض الأحيان قد يصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل المخ أو العظام أو الجهاز الهضمي.
كيف ينتقل مرض السل؟
- ينتقل مرض السل عن طريق التعرض لرذاذ الكحة أو العطس أو حتى الحديث مع شخص مصاب بالسل النشط ولم يعالج منه.
- تزيد احتمالية العدوى إذا كنت تعيش أو تعمل في نفس المكان مع الشخص المصاب.
- لا ينتقل مرض السل عن طريق المصافحة، كما أن البكتيريا المسببة للمرض لا تعيش على الأسطح، لذلك فإن ملامسة أي أغراض تخص الشخص المريض لا تنقل العدوى.
- في بعض الأحيان قد ينتقل مرض السل من الحيوانات للإنسان عن طريق شرب لبن غير مبستر مأخوذ من حيوانات مصابة بالمرض.
أعراض مرض السل
يمر مرض السل بثلاث مراحل حتى ظهور الأعراض على الشخص المريض:
المرحلة الأولى
تبدأ بعد دخول البكتيريا المسببة للمرض إلى الجسم، وفي معظم الحالات لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب، لكن في بعض الأحيان قد تظهر حمى وأعراض تنفسية علي المصاب.
المرحلة الثانية(عدوى السل الكامنة)
قد تصاب بالبكتريا المسببة للمرض، لكن جهازك المناعي ينجح في مقاومتها فلا تظهر أي أعراض للمرض ولا تكتشف الإصابة إلا بإجراء الاختبارات المعملية، في هذه المرحلة لا يكون المصاب معدي للمحيطين به ولا تظهر عليه أي أعراض مرضية.
المرحلة الثالثة(عدوى السل النشطة)
قد تتحول العدوى الكامنة إلى عدوى نشطة أو يصاب الشخص ببكتريا نشطة تسبب ظهور الأعراض التالية:
- كحة مستمرة لأكثر من ثلاثة أسابيع.
- كحة مصحوبة بدم أو مخاط.
- الم في الصدر أو ألم يصاحب التنفس والكحة.
- فقد مفاجئ للوزن بدون اتباع أي حمية غذائية.
- تعب وإرهاق مستمر.
- حمي.
- التعرق ليلاً.
- رعشة.
- فقد للشهية.
قد يصيب مرض السل أعضاء الجسم الأخرى خارج الجهاز التنفسي مسبباً ظهور الأعراض التالية:
- الم في البطن.
- تورم مستمر في الغدد الليمفاوية.
- الم وفقد للحركة في العظام والمفاصل المصابة.
- صداع مستمر.
- نوبات تشنج.
عوامل الخطر التي قد تؤدي للإصابة بالسل
يوجد عوامل كثير تدل على خطورة المرض وهي
ضعف المناعة
لجهاز المناعة دور مهم في مقاومة الإصابة بالسل، لكن قد يضعف جهاز المناعة ولا يستطيع مقاومة الإصابة نتيجة لبعض الأسباب مثل:
- الإصابة بالإيدز.
- الإصابة بالسكري.
- أمراض الكلى.
- سرطان الرقبة أو الرأس.
- ضعف التغذية.
- الأدوية المستخدمة في حالات زراعة الأعضاء قد تسبب ضعف المناعة.
- بعض أدوية علاج السرطان.
- بعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض كرون، ومرض الصدفية.
- أدوية الستيرويدات القشرية.
السفر
السفر إلى المناطق التي ينتشر بها السل قد يساهم في الإصابة بالمرض مثل:
- روسيا.
- أفريقيا.
- أوروبا الشرقية.
- أمريكا اللاتينية.
عوامل أخرى
- وجود صديق أو زميل في العمل أو أحد أفراد الأسرة مصاب بالسل النشط.
- التدخين.
- العمل في مجال الرعاية الصحية.
- الحوامل.
- الأطفال وكبار السن معرضون أيضا لخطر الإصابة لضعف جهاز المناعة لديهم.
تشخيص مرض السل
هناك العديد من الطرق المستخدمة لتشخيص الإصابة بمرض السل:
الفحص الظاهري
حيث يقوم الطبيب:
- بأخذ التاريخ المرضي للحالة ويشمل تاريخ ظهور الأعراض، وما هي الأعراض التي ظهرت على المريض؟
- ثم بعد ذلك يقوم بالاستماع إلى صوت الرئتين أثناء التنفس.
- كما يقوم بفحص الغدد الليمفاوية للبحث عن أي تورم فيها.
إجراء اختبار مانتو(اختبار الجلد)
- يقوم الطبيب بحقن المريض بسائل يحتوي علي بروتين مصنوع من البكتيريا المسببة للإصابة بالسل في الطبقة العليا من الجلد في منطقة الساعد.
- ينتظر المريض من ٤٨-٧٢ ساعة ثم يقوم الطبيب بفحص منطقة الحقن.
- إذا ظهر نتوء ذو لون أحمر في مكان الحقن فقد يعني هذا الإصابة بمرض السل.
في هذه الحالة سوف يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص الأخرى للتأكد من الإصابة حيث أن اختبار مانتو في بعض الأحيان قد يعطي تشخيص إيجابي خاطئ في بعض الحالات مثل:
- إذا كان المريض قد تلقي سابقاً تطعيم ضد السل(BCG).
- إذا كان المريض مصاباً ببكتريا مشابهة للبكتيريا المسببة لمرض السل.
- إذا كان المريض تم تشخيص إصابته حديثاً بمرض الإيدز.
- قد يعطي الاختبار تشخيص خاطئ أيضاً في حالات الأطفال وكبار السن.
لذلك يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل:
- استخدام الأشعة السينية لفحص منطقة الصدر والرئتين للبحث عن تغيرات قد حدثت نتيجة للإصابة، أو وجود ندوب في الرئتين تدل على حدوث إصابة سابقة بالمرض.
- استخدام التصوير المقطعي أو الموجات الصوتية لفحص الجزء المصاب في حالة السل الغير رئوي.
- الفحص بالتنظير الداخلي.
- فحص الدم والبول.
- أخذ عينة من مكان الإصابة وفحصها للتأكد من وجود البكتيريا المسببة للمرض.
- أخذ عينة من السائل النخاعي في حالة الشك أن يكون المرض قد أصاب المخ أو الحبل الشوكي.
- فحص البلغم(يجري في حالة إيجابية اختبار مانتو وفحص الدم) ويتم للتأكد من وجود البكتيريا المسببة للمرض، كما يستخدم للتأكد من عدم إصابة المريض بسلالة من المرض مقاومة للأدوية فيساعد ذلك الطبيب على تحديد العلاج المناسب للحالة.
علاج مرض السل
يعتمد تحديد نوع ومدة العلاج علي سن المريض، الحالة الصحية العامة للمريض، مكان الإصابة بالمرض.
- في حالة عدوى السل الكامنة ربما يقترح الطبيب العلاج خاصة اذا كنت معرضاً لتحول الإصابة إلى الحالة النشطة.
- وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب نوع أو اثنين من أدوية علاج مرض السل، ويجب تناولها لمدة ٦أشهر على الأقل.
- في حالة الإصابة النشطة قد يصف الطبيب العديد من الأدوية خاصة إذا كانت البكتيريا المسببة للمرض من سلالة مقاومة للأدوية، وفي هذه الحالة قد تمتد فترة العلاج ما بين ٢٠-٣٠شهراً.
- كذلك لا يجب التوقف عن تناول الدواء قبل انقضاء المدة التي حددها الطبيب حتى لو شعرت بالتحسن وذلك لتجنب عودة الإصابة بصورة أكثر شراسة وأشد مقاومة للعلاج.
- من أشهر الأدوية المستخدمة في علاج مرض السل(ايزونيازيد، ريفامبين، ايثامبتول، بيرازيناميد).
الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل
من غير المعتاد حدوث أي آثار جانبية لأدوية المستخدمة في علاج مرض السل، لكن في بعض الأحيان قد تكون هذه الأدوية سامة للكبد، لذلك إذا ظهرت أي من الأعراض التالية فيجب إخطار الطبيب فورا:
- غثيان وقيء.
- فقد للشهية.
- اصفرار لون الجلد(الإصابة باليرقان).
- سهولة الإصابة بالكدمات أو النزيف.
- اضطراب الرؤية.
- ارتفاع غير مبرر لدرجات الحرارة.
- الإصابة بطفح جلدي أو حكة.
- لون البول الداكن.
- في بعض الحالات قد يسبب استخدام الايزونيازيد في العلاج تلفاً للأعصاب الطرفية، لذلك يجب تناول فيتامين ب٦خلال فترة العلاج لتقليل هذا الخطر.
مضاعفات الإصابة بمرض السل
قد يؤدي إهمال علاج مرض السل أو عدم الالتزام بتعليمات الطبيب إلى حدوث مضاعفات خطيرة منها:
- تضرر المفاصل خاصة مفاصل الركبة والفخذ.
- آلام وتيبس في الظهر.
- تلف الرئة.
- مشاكل في الكبد والكلى.
- تورم الأغشية المغطية للمخ(التهاب السحايا) قد يؤدي ذلك للإصابة بصداع دائم أو متقطع قد يستمر لعدة أسابيع.
- التهابات في الأنسجة المحيطة بالقلب.
هل مرض السل قاتل؟
قد يصبح مرض السل قاتلاً في حالة عدم التزام المريض بتناول الأدوية الموصوفة للمدة التي حددها الطبيب؛ كما أن زيادة السلالات المقاومة لأدوية علاج السل مع مرور الوقت قد يكون هو السبب أيضاً، وكذلك فإنه في بعض الأحيان قد تفشل الأدوية في القضاء على البكتيريا المسببة للمرض مما يؤدي لظهور سلالات أكثر خطورة من البكتيريا المقاومة للأدوية المستخدمة في العلاج.
كيف تتعامل مع الإصابة بمرض السل؟
عند الإصابة بمرض السل قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تصبح غير معدي للأشخاص المحيطين بك، وفي خلال هذه الفترة هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتباعها لحماية المحيطين بك من الإصابة:
- البقاء في المنزل، والنوم في غرفة مستقلة خاصة في خلال الأسابيع الأولى من العلاج لتجنب إصابة المحيطين بك.
- الحرص على تهوية المنزل والغرفة جيداً.
- الحرص على تغطية الفم والأنف جيدا عند السعال أو العطس.
- استخدام المناديل الورقية والحرص على التخلص منها في كيس محكم الأغلاق.
- ارتداء الكمامة خاصة خلال الثلاث أسابيع الأولى من العلاج لتقليل خطر نقل العدوى للآخرين.
- الحرص على الالتزام ببروتوكول العلاج كما حدده الطبيب و للمدة التي حددها الطبيب وذلك حتى لا تتحول البكتيريا إلى سلالة مقاومة للعلاج.
وختاماً فان مرض السل من الأمراض التي يمكن علاجها اذا تم تشخيصها مبكراً والالتزام بتعليمات الطبيب المختص، وكذلك يمكن الوقاية منه بتجنب الاختلاط لفترات طويلة مع الشخص المصاب بالمرض، كما أن إهمال علاج المرض أو عدم الالتزام بتعليمات الطبيب قد يؤدي إلي تفاقم المرض وربما الإصابة بمضاعفات خطيرة قد تكون قاتلة، وكذلك يجب الحرص على إعطاء التطعيمات الخاصة بمرض السل خاصة للأطفال الذين يعيشون في مناطق ينتشر بها المرض.
لا تعليقات بعد على “ ما هو مرض السل وأخطر مراحله؟”